بيان إدانة المجازر الصهيونية بحق المدنيين في مراكز توزيع المساعدات بقطاع غزة

بيان إدانة المجازر الصهيونية بحق المدنيين في مراكز توزيع المساعدات بقطاع غزة
يدين مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية بأشد العبارات المجازر الوحشية والبشعة التي ارتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي، والتي استهدفت بدمٍ بارد المدنيين الفلسطينيين أثناء وقوفهم في طوابير انتظار للحصول على المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، حيث تحوّلت ساحات توزيع الإغاثة إلى ميادين قتل جماعي تُرتكب فيها المجازر أمام أعين العالم، في تحدٍ سافر لكل القيم القانونية والإنسانية.
فقد شهدت الأسابيع القليلة الماضية سلسلةً من المجازر المتكررة في مناطق متفرقة من قطاع غزة، كان أبرزها المجزرة الدموية في مدينة خان يونس بتاريخ 16 يونيو 2025، والتي أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 51 مدنيًا وإصابة أكثر من 200 آخرين أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية، تلتها مجزرة مروعة في محيط محور نتساريم بتاريخ 18 يونيو، راح ضحيتها 11 شهيدًا و72 مصابًا، فضلًا عن مجازر متواصلة في مدينة رفح خلال شهري مايو ويونيو، استهدفت ذات النمط: المدنيون في ساحات التوزيع.
ووفقًا لما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد بلغ إجمالي من وصلوا إلى المستشفيات من شهداء لقمة العيش أكثر من 467 شهيدًا و3602 مصابًا منذ بدء عمليات توزيع المساعدات، في مشهد يُجسّد كارثة إنسانية حقيقية، ويكشف عن نهج ممنهج ومدروس في استهداف المدنيين خلال سعيهم للبقاء على قيد الحياة.
إن هذه الجرائم ليست مجرد انتهاكات عابرة أو نتائج عرضية، بل هي جرائم حرب مكتملة الأركان بموجب المادة (8) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وترقى أيضًا إلى جرائم ضد الإنسانية لما تنطوي عليه من طابع منظم وتكرار مقصود ضد فئة مدنية محمية بموجب القانون الدولي الإنساني.
ويؤكد مركز عين الإنسانية أن استهداف المدنيين العزّل أثناء بحثهم عن الغذاء أو الدواء يُعد خرقًا صارخًا لاتفاقيات جنيف، وانتهاكًا مباشرًا للمادتين 51 و70 من البروتوكول الإضافي الأول، اللتين تؤكدان صراحة على ضرورة احترام المدنيين وحمايتهم، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون إعاقة أو استهداف.
إننا في مركز عين الإنسانية نحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المتواصلة، ونحذر من أن استمرار ارتكابها في ظل غياب الردع الدولي والصمت الأممي المخزي يُنذر بمزيد من المجازر، ويُهدد ما تبقى من مصداقية المنظومة القانونية الدولية.
كما يُدين المركز ازدواجية المعايير التي يمارسها المجتمع الدولي، وتواطؤ بعض الدول الكبرى التي تُقدم الغطاء السياسي والعسكري لهذا العدوان، وتبرّره تحت دعاوى “الدفاع المشروع”، بينما يُقتل الأبرياء في طوابير الخبز والغذاء!
ويطالب المركز بـفتح تحقيق دولي مستقل ومحايد غير خاضع للفيتو أو أي تدخل سياسي، يشمل جميع الهجمات على المدنيين و مراكز الإغاثة منذ أكتوبر 2023 وحتى اليوم، مع إحالة قادة الاحتلال إلى المحكمة الجنائية الدولية دون إبطاء.
إن الجريمة أصبحت مشهداً يوميًا، والجوع في غزة يُواجَه بالرصاص، والمساعدات تُستقبل بالجثث. ومع كل هذا، لا تزال شعارات “حقوق الإنسان” تُرفع بينما يُقتل الإنسان علنًا وبدم بارد.
ويُحذر المركز من أن الإفلات من العقاب لن يدوم، وأن العدالة، وإن طال انتظارها، ستأتي لا محالة. ودماء الأبرياء في غزة ستبقى وصمة عار أبدية على جبين من رأى وسكت، ومن دعم وبرر، ومن تآمر وصمت.
صادر عن:
مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية
اليمن- صنعاء – 23 يونيو 2025م